حقيقة اليهود وحقدهم وعدائهم للإسلام والمؤمنين يكشفها القرآن الكريم
السلام عليكم
احب ان اقدم للاعضاء الكرام هدا الموضوعا المهم ونحمد الله على نعمة الاسلام التي خصنا بها على سائر الامم ونحن كعرب و مسلمين لنا كل الشرف و الحب لديننا الحبيب رغم اباطيل اليهود و النصارى اللدين يتربصون بنا بكل الوسائل لتشويه صورتنا امام العالم لاكن الحق يرعاه مولانا عز وجل ولو كرهو
والموضوع يتمحور حول
حقيقة اليهود وحقدهم وعدائهم للإسلام والمؤمنين يكشفها القرآن الكريم
حقيقة اليهود وحقدهم وعدائهم للإسلام والمؤمنين يكشفها القرآن الكريم
حقيقة اليهود وحقدهم وعدائهم للإسلام والمؤمنين يكشفها القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
قال - تعالى -: {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم} [البقرة: 104].
معاني الألفاظ:
راعنا[1]: أمر من راعاه يراعيه وهو مبالغة في رعاه يرعاه إذا حرسه بنظره من الهلاك والتلف وراعى مثل رعى. وحقيقة راعنا في اللغة أرْعِنا وَلْنَرعك، لأن المفاعلة من اثنين، فتكون من رعاك الله، أي احفظنا ولنحفظك، وارقبنا ولنرقبك، ويجوز أن يكون من أرعنا سمعك؛ أي فرغ سمعك لكلامنا، وفي المخاطبة بهذا جفاء؛ فأمر المؤمنين أن يتخيروا من الألفاظ أحسنها ومن المعاني أرقها، وإذا وردت الكلمة بالتنوين فتكون مشتقة من الرعونة وهي الجهل والحمق.
انظرنا[2]: أبدلهم بقولهم "راعنا" كلمة تساويها في الحقيقة والمجاز وعدد الحروف والمقصود من غير أن يتذرع بها الكفار لأذى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا من أبدع البلاغة فإن نظر في الحقيقة بمعنى حرس وصار مجازاً على تدبير المصالح، و "انظرنا" بضم همزة الوصل وضم الظاء من النظر لا الانتظار، والظاهر أن معنى انظرنا يتطلب استدعاء نظر العين المقترن بتدبير الحال، وهذا هو معنى راعنا.
سبب النزول:
في مثل هذا النص الذي نزل لتصحيح وضع معين أو تقويم اعوجاج بين يحسن ذكر السبب أو الملابسة التي نزلت عقبه أو أثناءه الآية لأنها معينة على فهم مراد الله منه؛ ويبقى مع ذلك العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما ذكر الأصوليون، وننقل في ما يلي بعضاً من الروايات التي ذكرت:
1 - وقد ذكروا [المفسرون] في سبب نزولها أن المسلمين كانوا إذا ألقى عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - الشريعة والقرآن يتطلبون منه الإعادة والتأني في إلقائه حتى يفهموه ويعوه، فكانوا يقولون له راعنا يا رسول الله أي لا تتحرج منَّا وارفق وكان المنافقون من اليهود يشتمون النبي - صلى الله عليه وسلم - في خلواتهم سراً وكانت لهم كلمة بالعبرانية تشبه كلمة راعنا بالعربية ومعناها في العبرانية سب، وقيل معناها لا سمعت دعاء، فقال بعضهم لبعض:كنا نسب محمداً سراً فأعلنوا به الآن، أو قالوا هذا وأرادوا به اسم فاعل من رعن إذا اتصف بالرعونة... فكانوا يقولون هاته الكلمة مع المسلمين ناوين بها السب، فكشفهم الله وأبطل عملهم بنهي المسلمين عن قول هاته الكلمة حتى ينتهي المنافقون عنها ويعلموا أن الله أطلع نبيه على سرهم. [التحرير والتنوير ص650].
2 - وتذكر الروايات أن السبب في ذلك النهي عن كلمة "راعنا"... أن سفهاء اليهود كانوا يميلون ألسنتهم في نطق هذا اللفظ، وهم يوجهونه للنبي - صلى الله عليه وسلم - حتى يؤدي معناً آخر مشتقاً من الرعونة، فقد كانوا يخشون أن يشتموا النبي - صلى الله عليه وسلم - مواجهة، فيحتالون على سبه صلوات الله وسلامه عليه عن هذا الطريق الملتوي، الذي لا يسلكه إلا صغار السفهاء! ومن ثم جاء النهي للمؤمنين عن اللفظ الذي يتخذه اليهود ذريعة، وأمروا أن يستبدلوا به مرادفه في هذا المعنى، الذي لا يملك السفهاء تحريفه وإمالته... " اه [في ظلال القرآن، 1/100 - 101].
3 - أخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أن اليهود كانوا يقولون ذلك سراً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو سب قبيح بلسانهم، فلما سمعوا أصحابه - عليه الصلاة والسلام - يقولون، أعلنوا بها، فكانوا يقولون ذلك ويضحكون فيما بينهم، فأنزل الله - تعالى - هذه الآية، وروي أن سعد بن عبادة - رضي الله تعالى عنه - سمعها منهم فقال: "يا أعداء الله عليكم لعنة الله، والذي نفسي بيده لئن سمعتها من رجل منكم يقولها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأضربن عنقه، قالوا: أو لستم تقولونها؟" فنزلت الآية ونهى المؤمنون سداً للباب وقطعاً للألسنة وإبعاداً عن المشابهة. [روح المعاني للألوسي: 1/549].
المعنى الإجمالي:
يخاطب علام الغيوب المؤمنين موجهاً لهم النداء بقوله: {يا أيها الذين آمنوا}، جاء رجل إلى ابن مسعود رضي الله - تعالى - عنه فقال: اعهد إلي فقال: إذا سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فارعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه[3]، وفي هذا النص يأمر - عز وجل - المؤمنين بالتوقف عن استخدام لفظ راعنا واستبداله بكلمة "انظرنا" ويجب عليهم فوق ذلك أن يسمعوا أي يستجيبوا لأوامره - سبحانه وتعالى -.
للوهلة الأولى قد يستغرب من لا يدرك عواقب الأمور بعقله الضعيف مثل هذا الأمر وخطورة استخدام الألفاظ مع عدم التحرس في النطق بها وإدراك معانيها ومغازيها، وقد مر معنا ذكر الملابسة التي نزلت عقبها هذه الآية، من أن اليهود عليهم لعنة الله كانوا يجدون في كلمة راعنا وسيلة للنيل من عرض النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكعادتهم لجأوا إلى الأسلوب الخسيس الملتوي الدال على خبث طويتهم وعدائهم المتأصل لهذا الدين ولصاحب الرسالة عليه أزكى الصلاة وأفضل التسليم، اليهود الذين قال الحق تبارك وتعالى في شأنهم: {من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا لياً بألسنتهم وطعناً في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيراً لهم وأقوم، ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً}، لم يهدأ لهم بال ولم يدخروا وسعاً في الإفصاح إما تصريحاً أو تلميحاً عما يكنونه للإسلام وأهله من خلال هذا الأسلوب وغيره والغاية من هذا كله: {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا} {ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم}، {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم}.
هؤلاء الذين يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكروا به ولا يودون الخير للمؤمنين لم يتغير أسلوبهم بين الأمس واليوم، فكلمات التطرف والأصولية والإرهاب والعنف يكاد يقتصر إطلاقها واستخدامها في أسلوب تنفيري على كل مشكلة لها صلة بواقع المسلمين، أو للإسلاميين صلة بها بمعنى أدق، والهدف في حقيقة الأمر ليس تشويه المسلمين فحسب بل الإسلام نفسه حتى يؤصل المعنى الخبيث والوجه الكريه في نفوس وعقول الذين يقتاتون على موائد الإعلام التي يسيطر عليها اليهود كلما ذكرت كلمة الإسلام، فهم لا يجرؤون على إعلانها صراحة بأن عداءهم للدين وليس لثلة من أتباعه فيلجؤون إلى هذا الأسلوب الخسيس الملتوي لتحقيق هدفهم الأسمى: {وطعناً في الدين}.
لقد استطاع هؤلاء وتمكنوا في زرع طابور خامس لهم في بلادنا من أصحاب الأقلام المأجورة المنافقة التي يردد أصحابها كالببغاوات هذه المصطلحات والألفاظ غير مدركين لا بعادها ومراميها، بل قد يكون الأمر منهم عن سوء نية وخبث طوية، فهم لا يريدون الإسلام أن يحكم وأن يتحاكم إلى شرائعه، فلا يستطيعون الجهر بذلك فيلجؤون إلى الأساليب الملتوية التي منها حرب الألفاظ والكلمات، وإلا ما صلة الأعمال التي ترتكب أو الحوادث التي تقع في مجتمعاتنا بمصطلحات نبتت في غير أرضنا وعكست واقع مجتمعات غير مجتمعاتنا وصورت مشكلات غير مشكلاتنا، اللهم إلا التنفير من شمولية هذا الدين ووجوب العمل به في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا الخاصة والعامة، وأن الذين يدعون إلى ذلك مثيرون للفتن ساعون للاطاحة بأنظمة الحكم والاستيلاء عليها، يا سبحان الله، لا يستطيع هؤلاء تحليل مشاكلنا بكل موضوعية وعمق وتجرد وهدف أسمى هو خدمة الصالح العام، لا، لا يريدون ذلك فتجدهم يتبنون تحليلات وأباطيل وافدة هدف الذين أطلقوها هو أن نبقى ذيولاً تابعين لهم غير متمسكين بالحق الذي يميزنا عنهم.
إن أسلوب استخدام الألفاظ والمصطلحات المشينة في حرب الدعوة والدعاة ليس جديداً بل يمتد عمره إلى بعثة أول نبي، يقول ابن القيم - رحمه الله - موضحاً هذا الأمر بالنسبة لحال النبي - صلى الله عليه وسلم - [4]: "وأشد ما حاول أعداء الرسول من التنفير عنه سوء التعبير عما جاء به، وضرب الأمثال القبيحة له، والتعبير عن تلك المعاني التي لا أحسن منها بألفاظ منكرة ألقوها في مسامع المغترين المخدوعين، فوصلت إلى قلوبهم، فنفرت منه، وهذا شأن كل مبطل، وكل من يكيد للحق وأهله، هذه طريقه ومسلكه... " اه.
ويمضي ابن القيم في تسجيل ما حصل لأهل السنة على أيدي الفرق الضالة فيقول: "... ثم سموا [القدرية] أنفسهم أهل العدل والتوحيد، وسموا من أثبت صفات الرب، وأثبت قدره، وقضاءه أهل التشبيه والجبر، وكذلك فعل الرافضة سواء، سموا موالاة الصحابة نصباً، ومعاداتهم موالاة لأهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -... وهكذا شأن كل مبتدع وملحد، وهذا ميراث من تسمية كفار قريش لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الصبأة، وصار هذا ميراثاً منهم، لكل مبطل وملحد ومبتدع، يلقب الحق وأهله بالألقاب الشنيعة... فتنفر القلوب من هذه الألقاب وأهلها، ولو ذكروا حقيقة قولهم، لما قبلت العقول السليمة، والفطر المستقيمة سواه والله يعلم وملائكته ورسله وهم أيضاً أنهم براء من هذه المعاني الباطلة... " اه. وهذا هو حال الحرب التي يخوضها أهل الحق هذه الأيام مع أرباب الفتنة ومن يدور في فلكهم محلياً وعالمياً.
والأدهى من ذلك أن بعض الكتاب من الإسلاميين يستخدمون هذه الكلمات دون وعي ولا إدراك، فإذا أرادوا الرد على تصرفات أناس يختلفون معهم في الرؤية رموهم بهذه الألقاب والمصطلحات، وكان الأجدر بهم أن يستخدموا كلمات الشرع، فإذا ما ارتكبت أعمال فيها مجاوزة لشرع الله تسمى بأسمائها الشرعية وهي "الغلو"، ويضبط هذا التصرف الغالي وينظر إليه بمنظار الشرع لا الأهواء، أو ما يمليه ضغط الواقع المحلي والعالمي، فنحن محكومون بشرع يجب أن يكون المهيمن والمسيطر على كل شيء من أقوالنا وأفعالنا وتصرفاتنا وتعاملنا مع الآخرين. ولهذا قال الحق تبارك وتعالى: {واسمعوا} وهذا يقتضي أن نستجيب لله ولرسوله لأن فيه حياة لنا {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} ويقتضي كذلك مخالفة اليهود الذين قالوا: {سمعنا وعصينا}، يقول الحق تباركت أسماؤه: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون، ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون، إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون، ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون} [الأنفال: 30 - 33].